في زمن تغرق فيه البلاد بالارتباطات الخارجية والتدخلات الإقليمية، تظهر بكركي كحارسٍ وطني سيادي، حافظ على تاريخ لبنان وهويته واستقلاله. كل الاتهامات التي طالت الصرح البطريركي، تهمة العمالة أو خدمة مشاريع خارجية، هي اتهامات فارغة لا تنطبق إلا على أولئك المرهونين للخارج، الذين ارتضوا لأن يكونوا أدوات بيد القوى الإقليمية، وعلى رأسها المشروع الإيراني.
بكركي، على العكس، أنشأت لبنان الكبير، وقادت معركة الاستقلال من الانتداب الفرنسي، وهي صامدة منذ قرون في وجه كل من أراد تهميش الدولة اللبنانية أو النيل من سيادتها. أما من يطلقون الاتهامات اليوم، مثل بشرى الخليل ومَن يقف خلفها، فهم أنفسهم موظفون بالولاءات الأجنبية، يهاجمون الصرح الوطني بينما هم في خدمة مشاريع لا تمت للوطن بصلة.
حتى مفتي طائفة الخليل، قبلان، الذي خَوّن البطريرك الأسبوع الماضي، موظف بالدولة التي أسستها بكركي، يتقاضى راتبه من الخزينة العامة، ومع ذلك يجرؤ على مهاجمة من وقفوا دوماً على رأس الدفاع عن لبنان وهويته.
الرسالة واضحة: من يهاجم بكركي لا يهاجم شخصاً، بل يحاول طمس التاريخ، ويكشف عن ولائه الحقيقي. بكركي ليست مرتهنة لأي مشروع خارجي، بينما من يهاجمها هم من يبيعون وطنهم تحت قضايا براقة وادعاءات كاذبة.
لبنان حر، وبكركي حرّة. وكل من لا يحترم هذا الصرح الوطني الشريف، عليه أن يعرف أن بكركي تاريخها ومكانتها أكبر من أي كلام فارغ أو اتهام باطل.
-نعيم القصيفي

