خلال الحرب ارجأ حزب الله البحث في اسباب الهزائم التي مني بها من قبل العدو الاسرائيلي الى ما بعد الحرب.
انتهت الحرب وبات مستقبل الحزب على كل لسنان، خصوصا بعد انتهاء المقاومة كمشروع، ومن نجى من المئة ألف مقاتل الذين كان يتفاخر بهم حسن نصرالله بات عاطلا عن العمل في بلد ممتلئ بالحدادين والنجارين والسنكاريين وغيرهم من المهن.
بيئة المقاومة بأمها وابوها بيئة عاطلة عن العمل وعلى “باب الله” المقاومة انتهت، وإيران لن تدفع الرواتب الى مقاتلين ممنوع عليهم حمل السلاح حتى شمال الليطاني.
الجميع ينتظر الجيش اللبناني وبدء حملة نوع سلاح حزب الله جنوب وشمال الليطاني، الحزب بلا غطاء سياسي، ترك وحيدا في المعركة وبعدها، وتلك الاسطورة عن المقاومة التي لا تقهر اغلقت فصولها وتكتب خاتمتها بأبشع صورة والطف عبارات كي لا يخدش شعورهم تماما كشعور قاصر مس شرفها.
هزيمة حزب الله يمكن ترجمتها بتعاطيه المرن مع الاستحقاقات الداخلية، موقفه من الرئاسة ينذر بتراجعه عن مرشحه سليمان فرنجية، والانخراط في الدولة ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية بات من الماضي، وحتى موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من القرار 1559 شهد تراجعا وانكسارا بحيث بات هذا القرار بالتحديد المدخل لتطبيق قرار وقف إطلاق النار الذي يمكن وصفه لـ 1701 +++.
العيون شاخصة اليوم على انطلاق المناقشات حول النقاط الحدودية العالقة والتي ستخلق تنازلات تتعارض مع مصالح الحزب في الملف السيادي. بينما “لبننة” القرار السياسي مع رئيس جمهورية وعهد جديد وحكومة جديدة ووصاية دولية برقابة اميركية قد تفرض على حزب الله الانكفاء جزئيا او كليا عن الساحة السياسية، لان من صنف نفسه جندياً في ولاية الولي الفقيه صعب عليه ان يصبح جنديا بقيادة جوزيف عون.

