القائمة

فائضُ التجييش.. يُخسّر مارتينوس

عشيّة انتخابات نقابة المحامين في بيروت، تتجه الأنظار إلى واحدة من أكثر الاستحقاقات نقابيّة متابعة في لبنان، لما للمحامين من حضور وتأثير في المجتمع والسياسة. إلا أنّ المعركة هذا العام خرجت عن إطارها التقليدي، وانتقلت من منافسة مهنية–نقابية إلى مواجهة ذات طابع عدائي غير مسبوق.

فخلال اليومين الماضيين، شهدت النقابة سيلًا من المقالات والإشاعات مصدرها فريق واحد، وهم داعمو المرشّح عماد مارتينوس، وبينهم حزب مسيحي أساسي يقف خلف ما يسمّى “اللوبي” الذي روّج له، ثم حرّك جيشه الإلكتروني بطريقة منظّمة لنشر الشائعات والتلفيقات، وخصوصًا ما يتعلّق بالتحالفات داخل النقابة.

هذا السلوك، الذي بدا دخيلًا على التقاليد النقابية، أثار امتعاض شريحة واسعة من المحامين الذين يرفضون إدخال النقابة في لعبة التجييش الرخيص، ويصرّون على إبقاء المنافسة في مستواها القانوني والأخلاقي. فالمحامون يعتبرون أنفسهم من نخبة المجتمع، ويرفضون التعاطي مع معركتهم كما لو كانت مواجهة في السوشيال ميديا أو بازارًا للمقالات المدفوعة.

اللافت أنّ مجموعة من المواقع الإخبارية نشرت خلال يوم واحد مجموعة مقالات تصبّ في الاتجاه نفسه، في وقت يعرف فيه الجميع كلفة هذه المقالات ومن يقف وراءها، وصولًا إلى الصحافيين الذين يتولّون كتابتها. هذا المشهد كلّه ارتدّ سلبيًا على مارتينوس وفريقه، بعدما ظهر بوضوح أنّ المعركة تُدار بمنطق التوتير لا بمنطق الإقناع.

في المقابل، تمكّن المرشّح إيلي بازرلي من الحفاظ على هدوئه ورباطة جأشه، مبتعدًا عن السجالات والتجريح، مكتفيًا بخطاب مهني رصين. هذا الأداء ترك صدى إيجابيًا لدى عدد كبير من المحامين الذين رأوا فيه نموذجًا لما ينبغي أن تكون عليه المعركة النقابية.

ومع تسارع الساعات الفاصلة عن يوم الانتخاب، يبدو أنّ الإفراط في التجييش قد انقلب على أصحابه. فالعاصفة الإعلامية التي حاول فريق مارتينوس إدارتها لم تنجح في رفع رصيده، بل كشفت ضعف خطابه. وفي ميزان النقابة، غالبًا من يخسر رباطة الجأش… يخسر المعركة.

– إعلان –
اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *