القائمة

عون من صوفيا: لا شريك للجيش في احتكار السلاح ولا تراجع عن تحقيق العدالة في إنفجار المرفأ

بدأت في قصر الرئاسة في صوفيا المحادثات بين الرئيس اللبناني جوزاف عون ونظيره البلغاري رومين راديف، على أن تتبعها جلسة موسّعة بين الوفدين اللبناني والبلغاري تبحث في سبل تعزيز التعاون الثنائي على مختلف الصعد.

وفي مؤتمر صحافي مشترك، أكد الرئيس عون أن زيارته إلى العاصمة البلغارية «ليست مجرد انتقال في الجغرافيا، بل عودة إلى التاريخ لبناء مستقبل أكثر ازدهارًا يليق بالبلدين والشعبين»، مذكّرًا بأن العلاقات الدبلوماسية بين بيروت وصوفيا تعود إلى نحو 60 عامًا، وأن أول اتفاق للتعاون التجاري سبقها بعشر سنوات، تلاه اتفاق سياحي قبل حوالى 55 عامًا.

وشدّد عون على أن علاقات بيروت وصوفيا كانت دائمًا «عنوانها الصداقة والتعاون»، لافتًا إلى أن مئات اللبنانيين درسوا في بلغاريا وبعضهم بات من أبنائها، وبرزوا في الرياضة والفن والاقتصاد، وقال: «لهم مني اليوم أعمق التقدير على إعطائهم أجمل صورة عن حقيقة لبنان، وعلى ردّهم جميل بلغاريا وفضلها عليهم».

وفي الشق الاقتصادي، أشار إلى أن ذروة التبادل التجاري بين البلدين سُجِّلت عام 2018 وبلغت نحو 175 مليون يورو، داعيًا إلى «رفع التحدي معًا للعودة إلى هذا المستوى وتجاوزه»، وإلى تنشيط منتدى رجال الأعمال اللبناني–البلغاري وتشجيع مشاريع مشتركة في مختلف القطاعات. كما كشف عن اتفاق على بحث الآليات التنفيذية لفتح خط طيران مباشر بين بيروت وصوفيا، وزيادة الصادرات الزراعية والتبادل التجاري عمومًا، إضافة إلى إمكانات التعاون في قطاع الطاقة.

وعلى المستوى الثقافي، نوّه الرئيس عون بـ«اللفتات البلغارية المعبّرة»، من مشروع ترميم الأيقونات المقدسة إلى دعم متحف جبران خليل جبران، واستمرار التبادل الطلابي الجامعي منذ عقود، معتبرًا أن ذلك «يعكس البعد الإنساني للعلاقة بين البلدين».

وفي الملف الأمني والعسكري، أثنى عون على الاتفاق لدعم الجيش اللبناني وتقديم ما أمكن لمساعدته على أداء واجباته الوطنية، مؤكدًا أن لبلغاريا «إمكانات معروفة في مجالات التصنيع العسكري وإعداد الأطباء العسكريين» تأمل بيروت الاستفادة منها. وقال: «مهمة جيشنا مصيرية في هذه الظروف، لأنه عليه وحده، من دون شريك من خارج الدولة أو من خارج لبنان، أن يبسط سلطة دولتنا على كامل أراضيها وحدودها وأن يفرض سيادتها الكاملة».

وربط الرئيس عون هذا المسار بضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وانسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها داخل الأراضي اللبنانية، مشددًا على أن ذلك يجب أن يترافق مع «مسار تفاوضي نعتبره السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا الوطنية ومصلحة لبنان العليا»، ومذكّرًا بأن لبنان فاوض أكثر من عشر مرات، بإجماع قواه السياسية، كان آخرها بين 2020 و2022 لإنجاز ترسيم الحدود البحرية، وفي تشرين الثاني الماضي لوقف الاعتداءات وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

وتطرق البحث أيضًا إلى أوضاع المنطقة بعد «اتفاق غزة» الذي قال عون إن لبنان «يؤيده ويشدّ على أيدي رعاته»، داعيًا إلى «متابعة تنفيذه كاملًا ثم توسيع مروحة الحلول لتشمل الأزمات الأخرى، وصولًا إلى سلام شامل في منطقتنا وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين وحقهما في الوجود والحدود والأمن والأمان».

وأعلن الرئيس اللبناني أنه وجّه مع نظيره البلغاري وزيري الخارجية في البلدين لإعداد مذكرة تفاهم «تجسّد عمق العلاقات الثنائية وتطابق الرؤى حيال القضايا المشتركة».

كما شدّد عون على أهمية التعاون القضائي والجزائي، «خصوصًا في ملف انفجار مرفأ بيروت الذي نعتبره قضية وطنية لا تراجع عن تصميمنا على كشف ملابساته وجلاء حقيقته»، مثمّنًا «التعاون الإيجابي الذي أظهرته السلطات البلغارية المختصة في هذا المجال».

وختم الرئيس عون كلمته بتوجيه الشكر إلى الرئيس راديف والسلطات البلغارية والشعب البلغاري، مستشهدًا بقول للأديب والمناضل البلغاري ليوبين كرافيلوف: «إن أُخوّة الشعوب تعني موت الطغاة»، مضيفًا: «إنه سبب آخر لنشرب معًا نخب صداقتنا وأخوّتنا. عاشت بلغاريا، عاش لبنان».

اما الرئيس البلغاري فقال:”ان محادثاتنا مع الرئيس عون تعبّر عن جهوزيتنا واستعدادنا للمساهمة في تعزيز شراكتنا وضمان الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.

-Agencies

– إعلان –
اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *