في كلمة ألقاها خلال افتتاح معرض الصناعات اللبنانية، وجّه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون جملة من التساؤلات الجريئة، بدأها بالقول:
«كيف نواكب العصر في كل المجالات، ولا سيما في قطاعنا الصناعي؟ نحن بلد صغير المساحة، لكنه غني بثروته البشرية، ويقع على موقع جيوسياسي يمنحه ميزات استثنائية، في لحظة تشهد تحولات دولية وإقليمية كبرى بين مشاريع تسويات وآفاق سلام وانفتاح الأسواق والحدود… فأي صناعة لبنانية قادرة على النمو والمنافسة ضمن هذا المشهد الجديد؟ وكيف نطور صناعات المعرفة واقتصاد الرقمنة؟ وكيف نعيد للبنان دوره كمصدر للقيمة المضافة في المنطقة والعالم؟».
وأضاف:
«رغم التأخير الذي أصابنا، ربما يكون هذا التأخير نفسه هو الحافز الذي يدفعنا اليوم للتقدّم بخطى أسرع. والسؤال الثاني، ما المطلوب منا جميعاً كدولة وقطاع خاص وشركاء في عملية الإنتاج الوطني – لمواكبة هذه النهضة الصناعية التي نطمح إليها؟ علينا أن نحدد المطلوب بدقة: وفق أي أولويات، وأي إمكانات، وبأي آليات وخارطة طريق واضحة».
وأشاد عون بصمود الصناعيين في وجه الأزمات المتلاحقة قائلاً:
«في ظل ما يشبه التخلي الرسمي أو العجز الحكومي، ما زلتم تصمدون. أنتم من يحتضن نحو مئتي ألف فرصة عمل، وتديرون أكثر من سبعة آلاف مؤسسة، وتشكلون نسبة وازنة من الناتج الوطني. أنتم الوجه الحقيقي للبنان، ولبنانكم هو العلامة الفارقة Lebanon Brand التي نسعى جميعاً لإعادة بريقها».
وأشار إلى أن الحكومة أطلقت بالتعاون مع الصناعيين مشروعاً جديداً لإحياء هذه العلامة وتثبيت مكانتها، مستذكراً مبادرة الوزير الشهيد بيار أمين الجميل وحملته الشهيرة: «بتحب لبنان… حب صناعتو».
وتابع رئيس الجمهورية قائلاً:
«أعرف معاناتكم ومشاكلكم جيداً: كلفة الطاقة الباهظة، ضعف الاتصالات، تردي البنى التحتية ووسائل النقل، صعوبة التصريف، وأزمة التمويل بعد الانهيار المصرفي، وصولاً إلى أزمة الضمان الاجتماعي نتيجة ما فُرض عليه من سياسات مالية خاطئة. كل هذه التحديات تحتاج إلى خطة واقعية، دقيقة، وممرحلة لمعالجتها تدريجياً».
وختم العماد عون قائلاً:
«رغم كل شيء، أحيي صمودكم وإصراركم على البقاء. واليوم، لأن الضرورة كبيرة والفرصة أكبر، نحن أمام مشروع وطني شامل يقول لكل لبناني، في الداخل والاغتراب:
بدك ترجع لبنان؟ رجّع صنّع بلبنان… رجّع استهلك لبناني… رجّع صدّر لبناني.
هكذا فقط نوقف تصدير أولادنا واستيراد استهلاكنا، ونعود لنصدّر إنتاجنا ونستعيد أبناءنا.
بهذا الإيمان وهذه الرؤية، أفتتح معرضكم دعماً لهذا القطاع الحيوي، وسعياً إلى تطويره ونموه.
عاشت الصناعة اللبنانية.»

