بينما تستعد الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى زيارة إسرائيل يوم الأحد المقبل لبحث ملف سلاح حزب الله، وفي ضوء الحديث عن مفاوضات غير مباشرة ودور لجنة الميكانزيم، برز تحرك للرئيس للجديد للجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية، الجنرال جوزيف كليرفيلد على الرؤساء الثلاثة. وفي بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الجنرال الأميركي والوفد المرافق، أبلغ عون الوفد ضرورة تفعيل عمل لجنة الميكانيزم لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على لبنان وانتهاك الاتفاق الذي تم التوصل إليه في شهر تشرين الثاني الماضي.
وإذ أكد عون خلال اللقاء الذي حضره القائم بالأعمال الأميركي في لبنان كيث هانيغان أن “لبنان يعلّق آمالًا كبيرة على عمل اللجنة للمساعدة في إعادة الاستقرار إلى الجنوب، ومنع الاعتداءات الإسرائيلية غير المقبولة، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلّها”، أشار إلى أن “لبنان ملتزم بتطبيق جميع التدابير الأمنية التي اتخذتها قيادة الجيش، ولا أحد من أبناء الجنوب خصوصًا، ولبنان عمومًا، يريد العودة إلى حالة الحرب”. بدوره أبلغ الجنرال كليرفيلد الرئيس عون أن اجتماعات اللجنة ستُصبح دورية، بهدف العمل على تثبيت وقف الأعمال العدائية في الجنوب.
كذلك أكد عون أن “الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملا في جنوب الليطاني ويعزز انتشاره يوما بعد يوم”، وطالب “بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها حتى يتمكن الجيش من استكمال انتشاره حتى الحدود الجنوبية الدولية”، لافتاً إلى ما حققه الجيش حتى الان لجهة “تنظيف” الأماكن التي حل فيها وإلغاء المظاهر المسلحة والكشف على الانفاق ومصادرة كل أنواع الأسلحة والذخائر على رغم الصعوبة الجغرافية للجنوب.
وأشار عون إلى أن لبنان ملتزم تطبيق كل التدابير الأمنية التي اتخذتها قيادة الجيش وسوف يستمر في عمله، وأي مساعدة تقدمها لجنة الاشراف ستساعد حتما على انهاء الوضع غير الآمن في المناطق الحدودية، بحيث ينعم أهلها من جديد بالاستقرار والأمان.
لقاء مع بري وسلام
كذلك استقبل دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس اللجنة الخماسية المنبثقة عن إتفاق وقف إطلاق النار ال (Mechanism) الجنرال الأميركي (Joseph Clearfield )، جوزيف كليرفيلد والوفد العسكري المرافق ،بحضور القائم بأعمال السفارة الأمريكية في لبنان كيث هانيغان والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان ، حيث جرى عرض للأوضاع الميدانية في الجنوب وسير عمل اللجنة .
الرئيس بري أثار أمام الجنرال كليرفيلد موضوع مواصلة إسرائيل إعتداءاتها اليومية بغارات جوية أستهدفت ولا تزال تستهدف المدنيين والبنى الإقتصادية والصناعية والزراعية في الجنوب وكل لبنان ، وإستمرار إحتلالها لمناطق لبنانية واسعة على طول خط الحدود في إنتهاك واضح للإتفاق وتعطيلاً لتنفيذ القرار 1701 .
بدوره الجنرال كليرفيلد عرض لرئيس المجلس جدول أعمال اللجنة الخماسية للمرحلة المقبلة وآليات عملها وتحركها ، آملاً أن تشهد تقدماً ملحوظا على صعيد عملها لجهة وقف إطلاق النار وإنسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها .
كذلك التقى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية “الميكانزيم” الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد والقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية كيث هانيغان والوفد المرافق. وشدد سلام على “أنّ لبنان ملتزم بإنهاء عملية حصر السلاح جنوب نهر الليطاني قبل نهاية العام، كما ورد في خطة الجيش اللبناني”، مؤكداً في المقابل “أن على إسرائيل أن تقوم بواجباتها والتزاماتها لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها المستمرة”.
أورتاغوس إلى إسرائيل
وفي وقت أعاد فيه الموفد الأميركي توم بارّاك منسوب التحذير من خطر تصعيد إسرائيلي تجاه لبنان “إذا استمرت بيروت في التردد في نزع سلاح حزب الله” على حد قوله، والاشارة إلى أن “إسرائيل قد تتصرف من جانب واحد، حيث ستكون العواقب وخيمة”، تستعد المبعوثة الأميركية، مورغان أورتاغوس، لزيارة إسرائيل يوم الأحد المقبل. جاء ذلك وفق ما أوردت صحيفة “يسرائيل هيوم”، التي اعتبرت أن زيارة أورتاغوس تأتي في إطار مساعٍ دبلوماسية تهدف إلى “الحفاظ على وقف إطلاق النار ومنع حزب الله من إعادة التسلّح في لبنان”.
الصحيفة لفتت إلى أن الزيارة تأتي في ظل استمرار الجسر الجوي الأميركي المفتوح بين واشنطن وتل أبيب منذ إعلان خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على قطاع غزة. وأفادت الصحيفة بأن أورتاغوس، التي تشغل أيضًا عضوية بعثة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ستبحث خلال زيارتها مع كبار المسؤولين الإسرائيليين الصيغة النهائية المقترحة لقرار مجلس الأمن الدولي المرتقب بشأن غزة. وانطلاقاً من وقف الحرب على غزة، تنطلق الصحيفة للحديث عن واقع لبنان في المرحلة المقبلة. وتنطلق مما قاله مصدر سياسي مطّلع للصحيفة بأن المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة في الأيام الأخيرة جرت “في أجواء إيجابية يسودها التعاون والتفاهم”. ويذلك فإنّ الزيارة يتوقع منها أن تتركّز خلال مباحثات أورتاغوس على الآليات الدولية التي ستُعتمد لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله في الجنوب اللبناني، في وقت تواصل فيه إسرائيل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى ما تطرق إليه بارّاك الأسبوع المنصرم، حيث حذر من أن إسرائيل ربما “ستتصرف من جانب واحد”، إذا استمر ما سماه “تردد لبنان” في نزع سلاح حزب الله، وذلك في منشور على منصة “إكس”. واعتبر باراك أنه “مع استقرار دمشق، تزداد عزلة حزب الله”. وأضاف باراك أن “سيطرة الميليشيا تقوض سيادة لبنان وتمنع الاستثمار، وتضعف ثقة الجمهور، وتمثل راية حمراء دائمة لإسرائيل”.
وتابعت الصحيفة: “ومضى باراك، الذي ترتبط بلاده بعلاقات تحالف وثيقة مع إسرائيل: “إذا استمرت بيروت في التردد (في نزع سلاح حزب الله)، فقد تتصرف إسرائيل من جانب واحد، وستكون العواقب وخيمة”، معتبراً أن “نزع سلاح حزب الله ليس ضرورة أمنية لإسرائيل فحسب، بل هو فرصة لبنان للتجديد”. وبالنسبة لإسرائيل، قال باراك إن نزع سلاح حزب الله “يعني حدودا شمالية آمنة، وبالنسبة للبنان، يعني استعادة السيادة وفرصة للانتعاش الاقتصادي”.
وفي آب المنصرم أقرت الحكومة اللبنانية حصر السلاح، بما في ذلك سلاح حزب الله، بيد الدولة. ورحبت في الشهر التالي بخطة وضعها الجيش لتنفيذ القرار، غير أنها لم تحدد مهلة زمنية لتطبيقه، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإرضاء الحزب وقاعدته. وفي أكثر من مناسبة، رهن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، تسليم الحزب سلاحه بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وإيقاف عدوانها على البلاد، والإفراج عن الأسرى، وبدء إعادة الإعمار.
-Agencies

