تنسّق القوى الشيعية المعارضة لـ”حزب الله”، تمهيداً لخوض الاستحقاق الانتخابيّ النيابيّ عام 2026، رغم أخذها في الاعتبار احتمال تأجيل الانتخابات. لكنّ المشاركة الانتخابية تبقى هدفاً أساسيّاً لتلك القوى رغم الملاحظات على قانون الانتخاب ورفض محاولة تعطيل مشاركة المغتربين كالمقيمين ومنع “الميغاسنتر”. وبحسب المعطيات، بدأت التحضيرات على مستوى مجموعات صغيرة تتشاور في نمط الترشيح والقدرة على خرق مقاعد نيابية شيعية.
أولوية عنوان الانتخابات عام 2026، يحدّدها لـ”النهار” الأستاذ الجامعي والناشط علي مراد بـ”حماية الجنوب اللبناني وإعادة الإعمار وضمان العودة، وذلك لن يتم إلا من خلال الدولة، على أن تمارس سيادتها الكاملة لا في المعنى المباشر فحسب، بل في تحصين حقوق الجنوبيين. كذلك، من المهمّ النقاش السياسيّ وتحديد المسؤوليات عن القرارات الخاطئة في كلّ الممارسة التي تراكمت وأدوار “حزب الله” التي أدّت إلى خسارة كبيرة في الجنوب المدمّر والفارغ. وليس هناك أيّ أفق مع إصرار إسرائيل على رفض العودة وتأخيرها”.
ولا يغفل مراد أنّ “على “حزب الله” والقوى التي احتكرت التمثيل السياسي طوال ثلاثة عقود تحمّل مسؤوليتها تجاه الأخطاء التي ارتُكبت. الفضاء السياسي في الجنوب ليس شيعياً، إنه فضاء جنوبيّ ككلّ والتواصل مع القوى السياسية التي نتشارك معها موضوع سيادة الدولة والإصلاح الاقتصادي والمالي سيتم، وكذلك مع المجموعات الكبيرة بناء على مرجعية الدولة السياسية والاجتماعية ومسؤوليّتها في إعادة الإعمار”.
التحضير للانتخابات يلخّصه مراد بـ”الفرز السياسيّ بين القوى خارج “حزب الله” وحركة “أمل”. التواصل مفتوح ضمن الضوابط الآنفة الذكر، والتنسيق في دائرة الجنوب الثالثة مع القوى في بقية الدوائر في الجنوب والبقاع وبعبدا”.
كذلك، عقد “ائتلاف الديموقراطيين اللبنانيين” اجتماعين للبحث في الترشيحات الممكنة على مستوى المعارضة الشيعية لمحور “الممانعة”.
يتحدّث رئيس “ائتلاف الديموقراطيين اللبنانيين” جاد الأخوي لـ”النهار” عن “إعداد لوائح بالأسماء المقترحة للترشح، ثم سنبدأ التواصل لنرى من يهمّه الترشّح، ولتبدأ الماكينات الانتخابية العمل وتظهر قدرة كلّ شخص. الوقت ضيّق، ولقد استطعنا في الاجتماع الماضي الحصول على جردة مقترحات ترشيحية في بعلبك الهرمل والضاحية وصور والزهراني وبيروت وجبيل”.
ويقول إنّ “الماكينات الانتخابية ستباشر العمل لمعرفة الأشخاص الذين يمكن أن يحصلوا على أصوات، ثم سنتحدث معهم لمعرفة إن كانوا يرغبون في الترشح. الرهان على عدد كبير من المواطنين الشيعة لم يقترعوا في الانتخابات الماضية، وعلى المغتربين وعلى حلفاء لبنانيين، رغم أنّ إجراء الانتخابات ليس صحيّاً بوجود السلاح في الداخل اللبناني. يجهد “الثنائي الشيعي” لإبقاء الدولة العميقة على الأقلّ حتّى فترة الانتخابات، ونحن سنواكب الانتخابات في الائتلاف وسنعمل لحصولها ونشارك فيها”.
بدوره، يوضح الناشط السياسيّ والانتخابيّ عبدالله رزق لـ”النهار” أن “العمل قائم لتشكيل قوّة اعتراض لبنانيّة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب مع مجموعة معارضين يرون أنّ وقت التغيير حان في التمثيل السياسي النيابي، لأنّ ثمة مخاطر على لبنان، فيما يبقى الإصلاح الاقتصادي والاجتماعيّ رهينة التجاذبات برلمانيّاً. ولا إمكان للخروج من المأزق السياسي إلا بدولة المؤسسات، على أن تنفّذ حصرية السلاح ويُحتكر قرار السلم والحرب”.
ويستنتج رزق أن “القوى الشيعية المعارضة لـ”حزب الله” ستخوض الانتخابات أينما تستطيع، والتواصل جارٍ مع كلّ الأطراف. وننشط على أساس أن الانتخابات ستحصل في موعدها. ونحن منفتحون للتحالف مع كلّ القوى والجماعات السياسية التي عنوانها الدولة اللبنانية. وعلى مستوى الماكينة الانتخابية نأمل أن يقر “الميغاسنتر” الذي يشكل مطلباً أساسياً لقوى الاعتراض السياسي، لأننا نخشى الضغوط التي يعانيها الناخبون في مناطق معينة وتخوين الناخب الاعتراضي”.