تتسارع في الآونة الأخيرة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، في مشهد يعبّر عن تحوّل سياسي كبير لمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. هذه الاعترافات، التي تُعيد فلسطين إلى الخارطة الدولية كدولة قائمة بذاتها، تحمل في جوهرها هزيمة مباشرة لحركة حماس التي لطالما رفعت شعار أنّ المقاومة وحدها هي الطريق لإقامة الدولة.
فالمعادلة اليوم تنقلب: المجتمع الدولي يعترف بفلسطين لا عبر الصواريخ والأنفاق، بل من خلال المسار السياسي والدبلوماسي، أي بالضدّ تمامًا من منطق حماس. والواقع أنّ هذه التطورات تضع الحركة في موقع ضعيف، إذ تفقد تدريجيًا شرعية خطابها القائم على أنّها “الممثّل الحقيقي” للشعب الفلسطيني.
إضافة إلى ذلك، فإنّ الاعترافات الدولية تمنح السلطة الفلسطينية ورقة قوة، وتعيد تعزيز موقعها كممثّل شرعي على الساحة العالمية. وهنا يظهر التناقض الصارخ: بينما تغرق حماس في حروب عبثية تجلب الدمار لغزّة، تتحقق الخطوات الفعلية نحو الدولة الفلسطينية عبر القنوات السياسية والاعترافات الأممية.
إنّ ما يحصل اليوم يبعث برسالة واضحة: المجتمع الدولي يراهن على الدولة، لا على الميليشيا. وبالتالي، فإنّ حماس تجد نفسها أمام مشهد يعرّي مشروعها، ويُثبت أنّ الشعوب تُبنى دولها بالمؤسسات والقانون والشرعية، لا بالخطابات المتطرفة.
-نعيم القصيفي
