لم يعد بالإمكان السكوت. كل يوم يسقط شهداء من الجيش اللبناني ومدنيون أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في وطنٍ قرر “حزب الله” أن يزجّه في حربٍ لم يخترها شعبه. حربٌ لا علاقة للبنان بها، ولا مصلحة للبنانيين في استمرارها.
إنّ عناد “حزب الله” وإصراره على الاحتفاظ بسلاحه خارج شرعية الدولة باتا السبب المباشر لاستباحة أرواح اللبنانيين. هذا السلاح الذي يُفترض أنه “مقاومة” تحوّل إلى ذريعة مكشوفة لإسرائيل لتبرير ضرباتها المتكررة على أرضنا، بحجة حماية أمنها. والنتيجة: دماء جنودنا تسيل، أطفالنا يُقتلون، وبيوتنا تُهدم، فيما الحزب يتوارى خلف المدنيين، مختبئاً بين الأحياء والقرى، ليحوّل الناس دروعاً بشرية يدفعون الثمن نيابة عنه.
لقد آن الأوان أن يُقالها بوضوح: لا سيادة مع سلاح غير شرعي، ولا استقرار مع ميليشيا تتصرّف فوق الدولة، ولا كرامة لوطن تُقرّر مصيره جماعة حزبية مرتبطة بأجندات خارجية. إنّ السلاح الذي يُبقي لبنان ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية لم يعد “مقاومة”، بل صار لعنة على هذا البلد، وسبباً لانهياره وموت شبابه.
المطلوب واحد: أن يسلّم “حزب الله” سلاحه فوراً إلى الدولة اللبنانية، وأن يتوقف عن استخدام لبنان ورقة ضغط في صراعات الآخرين. كل لحظة تأخير تعني مزيداً من الشهداء الأبرياء، مزيداً من الدمار، ومزيداً من العزلة للبنان عن العالم.
لن يُبنى لبنان بميليشيا. لن تُحفظ كرامة الجيش بشريكٍ مسلح ينافسه على قراره. ولن يعيش شعبنا بسلام طالما هناك طرف يفرض نفسه فوق الدستور. الخيار أمام الحزب واضح: إمّا أن ينخرط في مشروع الدولة، أو أن يبقى عبئاً قاتلاً على الوطن.
كفى دماء. كفى خراب. لبنان أكبر من أي سلاح، وأقدس من أن يُباع في بازار المحاور.
-نعيم القصيفي