يتنفس لبنان من منفذ جوي واحد يربطه بدول العالم الخارجي. إلا أن هذا المطار يقع في منطقة يسيطر عليها نفوذ ميليشيا مصنفة إرهابية، مما عرض سلامة الملاحة الجوية لمطار بيروت أكثر من مرة لمخاطر عدة.
تمكن حزب الله على مدى عقدين من الزمن من إخضاع مطار بيروت لسلطته، فاحتكر التوظيف فيه، بالإضافة إلى التعيينات الأمنية، مما مكّنه من تسيير هذا المرفق العام لخدمة ميليشياته.
فأولى المخاطر التي عرّض المطار لها، كانت اكتشاف الدولة لشبكة اتصالات وكاميرات داخل المطار مربوطة بغرفة عمليات خاصة بالحزب، مما أساء إلى سمعة المطار عالميًا وأظهره خاضعًا لميليشيا إرهابية. وعندما أرادت الدولة معالجة الأمر، وقعت أحداث 7 أيار الشهيرة.
ومن المخاطر أيضًا التي يتعرض لها مطار بيروت، انتشار السلاح المتفلت في المربع الأمني التابع للحزب بمحيط المطار، مما أدى إلى تعرض مئات الطائرات للرصاص الطائش، متسببًا بإصابات في صفوف الركاب، وخروج عدد من الطائرات عن الخدمة بسبب الأضرار التي استوجبت الصيانة.
أما أخطر المخاطر التي تعرض لها المطار، فكانت في أعقاب حرب المساندة التي أقحم حزب الله لبنان فيها، حيث هدد الجيش الإسرائيلي عدة مرات بقصف المطار، عارضًا معلومات عن إنشاء حزب الله مخازن أسلحة ضمن حرمه، بالإضافة إلى تهريب ونقل أسلحة من إيران عبره على متن الخطوط الجوية الإيرانية. كما استهدفت إسرائيل مخازن الأسلحة التابعة للحزب بالقرب من المطار، مما أدى إلى تعليق جميع رحلات شركات الطيران إلى مطار بيروت خلال الحرب، فعُزل لبنان عن العالم وتعطلت أعمال المسافرين.
وأخيرًا، بعد منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت بسبب ورود معلومات عن نقلها أموالًا غير شرعية لصالح الحزب في لبنان، أنزل الحزب مناصريه لتطويق المطار وإقفال الطرق المؤدية إليه، احتجاجًا على منع وصول الطائرة.
لذلك، وعلى إثر هذه الأحداث، فإن المطالبة بفتح مطار ثانٍ في لبنان أمر ضروري، ولكن ذلك لا يعني القبول ببقاء مطار بيروت تحت وصاية ونفوذ حزب الله. فالمطالبة تهدف إلى إنعاش لبنان اقتصاديًا، وتحقيق الإنماء المتوازن، بالإضافة إلى حماية الأمن القومي اللبناني في حال تعرض أحد المطارات لحوادث أو كوارث طبيعية. ترك مطار بيروت تحت نفوذ حزب الله مرفوض، وإلا فإن المطالبة بتشغيل مطار القليعات ستصبح تحت مبدأ “مطار إلي ومطار إلك”.
-نعيم القصيفي

