قبل حزب الله واستسلم لقرار وقف إطلاق النار على اساس تطبيق الـ 1701 مع كل مندرجته علما ان القرار المذكور تم تعديله من خلال ورقة جانبية بين الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل ولم يتطلع لبنان عليها. كان هم حزب الله وقف هزائمه الميدانية وبأي ثمن.
ترنحت الشيعية السياسية وبات الجميع يصم اذانه كي لا ينصرع عندما تسقط، اوكل حزب الله رئيس حركة امل نبيه بري الموافقة على شروط الاستسلام والانسحاب الى شمال الليطاني وتسليم السلاح على كامل الاراضي اللبنانية في مهلة شهرين. لكن وكما العادة ظن او ما زال يظن حزب الله انه قادر على افراغ القوانين الدولية واتفاق وقف إطلاق النار من مضامينها.
مهلة الشهرين شارفت على الانتهاء، والحزب بدأ يجاهر بأن الاتفاق يشمل جنوب الليطاني حصرا، وبطبيعة الحال نحن امام موجة اعمال حربية جديدة ستؤدي الى مزيد من القتل والتدمير وصولا الى موافقة حزب الله على احترام تعهداته وتواقيعه، وعلى الهامش إذا ما تجددت الاشتباكات وتقدم الجيش الاسرائيلي لن يبقى مطلبه محصور بالقرارات الدولية بل باتفاق سلام على غرار الاردن ومصر وسوريا بطبيعة الحال.
مع سقوط الاسد تقدمت القوات الاسرائيلي في القنيطرة واصبحت على بعد كيلومترات قليلة من دمشق، وأصبح لوجودها هدف من اثنين اما التقدم نحو العاصمة والاشتراط لانسحابها اتفاق سلام من سوريا، واما الانتقال الى مهاجمة لبنان “وتهذيب” ما تبقى من غطرسته واجباره على الانصياع.
حزب الله وعد بيئته بأن إيران ستبدأ بدفع كلفة إعادة الإعمار في الضاحية والجنوب والبقاع، فيما إيران تدرس جدوى صرف المزيد من الاموال على شيعة لبنان الذين اخرجوا من المعادلة الاقليمية ويتحضرون للعودة الى حجمهم الطبيعي السياسي في الداخل اللبناني، وبالتالي الحزب أمام مشكلة كبيرة مع بيئة تعاني، ولا تملك أدنى مقومات الحياة.
ترنح حزب الله الواضح سيؤدي الى سقوط مدوي يعيده الى الداخل اللبناني مكونا من مكونات الدولة لا المكون الرئيسي.

