سعى حزب الله إلى تصوير اتفاق وقف اطلاق النار كـ”نصر” في ظل الضربات القاسية التي تعرّض لها، وكانت ثمة محاولات يحاول تمريرها للقول أن اتفاق وقف النار هو بمثابة إنجاز، وذلك لاعتبارات خاصة به من أجل استرجاع قدرته على الإمساك بالزمام السياسية في الداخل اللبنانيّ.
فحزب الله الموهوم لا يعترف بالخسارة، وسقوط المدنيين ليس مشكلة ضمن عقيدته السياسية والدينية التي تتبع إيران، كما وأن لا تهمّه الخسائر الشاسعة في البنى التحتية وأن عديد من قرى الجنوب سوّيت أرضاً ولا يزال الجيش الإسرائيلي ماكثاً فيها.
ورغم التصريحات المتكررة لحزب الله عن انتصاره ورفضه السابق لشروط وقف إطلاق النار وربط لبنان بغزة عاد وقبل باتفاق وقف النار الذي مثّل تنازلاً منه واسقط سرديته حول حماية أرض لبنان وسيادته، كما ضمن انسحابه من جنوب نهر الليطاني، مع حصر حمل السلاح بالقوات الأمنية والعسكرية اللبنانية هناك، كذلك السماح للجيش الإسرائيلي بالبقاء في بعض البلدات الجنوبية اللبنانية لمدة تصل إلى 60 يوماً، مع ضمان حرية تحركه في حال رصد تهديدات أمنية، إضافة إلى تأجيل عودة سكان القرى التي تم إخلاؤها خلال التصعيد العسكري.
والأهم من ذلك كله هو أن حزب الله وعبر حكومته ووزرائه صوتوا بالإجماع على الاتفاق وبالتالي لا يمكنهم التنصل من بنوده ومفاعيله بعد اليوم.
لذلك وبعد أن اتسمت المرحلة السابقة بهيمنة ثقيلة مارسها “حزب الله” على لبنان واللبنانيين، يجب أن يكون هذا الواقع قد انتهى تحضيرًا لمرحلة جديدة تكون فرصة لإنقاذ لبنان ولاسترجاع قرار الدولة اللبنانية.
يارا الحاج

