في حين يجول رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل على عواصم صنع القرار في الخارج حاملًا معه هاجسه وخوفه على مصلحة لبنان، محاولًا إيصال الصوت المعارض لحزب الله الى المسؤولين المختصين في الشأن اللبناني، نرى بالتوازي انحرافًا واضحًا عند بعض الفرقاء والشخصيات التي تنضوي في الخط المعارض.
بينما كان رئيس الكتائب يتنقل بين باريس وواشنطن، شهدت الساحة اللبنانية عوامل “غريبة” في الشكل والتوقيت، اذ أطل النائب السابق ايلي الفرزلي عبر “بودكاست” سياسي وبشكل غير مباشر كشف فيه وبحنكته المعهودة عن مبادرة يقوم بها لتوطيد العلاقة بين رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس المجلس النيابي، مرر أيضًا في سياق حديثه مزيجًا من المدح اللطيف لسيد معراب.
وبعد الغمز الذي تناوله الفرزلي، تتضح النوايا الحقيقية وراء مشاركة رئيس مصلحة الطلاب في حزب القوات باللقاء الذي نظمه مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل، وكان يضم جميع الأحزاب باستثناء الكتائب اللبنانية، فمبادرة حسن النية التي أراد جعجع ارسالها لبري عبر السماح لممثل طلاب القوات بحضور اللقاء واضحة.
مواكبة لهذا كان لافتًا ايضًا أن أشرس الصحافيين الموالين لفلك الممانعة والمختصين بالهجوم على جعجع كغسان سعود وغدي فرنسيس، أطلوا بتصريحات غير متوقعة منهم، يشيدون برئيس القوات اللبنانية، فقال سعود انه لم يرَ من جعجع طيلة الأربعين يومًا الأخيرة سوى كل خير، أما فرنسيس شكرته بعد الإشادة على معاملته للنازحين في دير الأحمر قائلة انه يهتم بهم أكثر من حلفائهم السياسيين في إشارة الى التيار الوطني الحر.
بموازاة بري وجعجع أيضًا، لبى نواب التغيير مارك ضو، وضاح صادق وميشال دويهي دعوة نواب كتلة الوفاء للمقاومة، في خطوة غير موفقة لا بالشكل ولا التوقيت، فموقف التغييرين معروف ولا داعي للقاءات لإيصال وجهات النظر من الحرب، فهم لا يغيبون عن الشاشات والبرامج الحوارية، ومواقفهم يعرفها الجميع، إلا اذ كان هناك من أسرار غامضة خلف الأبواب المغلقة.
قد تتفق مع سامي الجميّل أم لا، لكن لا يمكن لأحد إنكار أن هذا السياسي الشاب أثبت منذ وصوله الى الندوة البرلمانية واعتلاءه سدة الرئاسة في حزب الكتائب وصولًا الى اليوم انه الوحيد المعارض دون المواربة ولو في أحلك الظروف.
-نعيم القصيفي

