القائمة

إنهيار محاور وتحولات جديدة.. هل تفتح أبواب بعبدا أمام مرشح من خارج الممانعة؟

تعيش المنطقة أحداثًا تاريخية لم تشهد مثيلًا لها في التاريخ الحديث، بدأت مع اعلان السنوار عملية طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر 2023، بحيث يتفق الجميع على نظرية “ان خريطة الشرق الأوسط تسير نحو تغيرات جذرية”.

ما تشهده المنطقة في العموم “خطير”، حربٌ ضروس، جنونٌ إسرائيليٌ غيرُ آبه بوقف آلة القتل قبل تأمين الأمن للكيان الصهيوني وللمرة الأخيرة بعد تطهيرٍ دقيق للميليشيات على حدوده.

ومن ضمن عملية التطهير هذه، كان للبنان حصةٌ وازنة قد تضاهي غزة في الأيام والأشهر القادمة، وذلك لسبب تغلغل ميليشيا حزب الله في لبنان وإعلان أمين عامها السابق حسن نصرالله “حرب المساندة” دعمًا لغزة، مما أدى الى استدارة المدفع الإسرائيلي نحو لبنان.

منذ الثامن من أكتوبر 2023 أُدخل لبنان في الحرب الدائرة والتي هي اليوم السبب في تغير وجه الشرق الأوسط، ومن الواضح استبسال إسرائيل في خوضها لها حتى النهاية، بهدف إعادة تنظيم الجغرافية السياسية والحصول على نتائج مرجوة ومصممة بشكل ذاتي عنوانها “أمن إسرائيل”.

لا تكمن الخطورة في الدمار الذي يلحق بلبنان فقط، بل الأخطر من هذا ان الاحداث تجري في ظل فراغٍ رئاسي منذ أواخر الـ 2022، مما يشكل هذا الفراغ غياب تام لرأس الدولة اللبنانية في المفاوضات والتسويات التي تحاك قبل نهاية أي حرب.

ان غياب رئيس الجمهورية في هذه الظروف ليس تفصيلاً او امرٌ يمكن استبداله كما يجري اليوم بنقل مجريات الأمور واللقاءات والمفاوضات مع مبعوثي الدول الخارجية، الى رئاسة المجلس النيابي او رئاسة الحكومة، بل الزامية وجوده نص عليها الدستور اللبناني، بالإضافة الى انه من غير المسموح استبعاد الموقع المسيحي الوحيد في المنطقة عن هذه المرحلة المصيرية، كما ومن غير المسموح ان رئيس مجلس النواب اليوم متقاعس عن تطبيق الدستور وفتح المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية، لذلك من الضروري ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية بالتوازي مع تطبيق القرار 1701 ووقف اطلاق النار.

بالغوص في الملف الرئاسي، انخفضت وتيرة اللقاءات والمشاورات لتوّصل الى انتخاب رئيس، بحيث انكبت الفرقاء الى متابعة تداعيات الحرب وشؤون النازحين تاركة الرئاسة على حدى، لكنها عادت في الأيام الأخيرة الى الواجهة.

شهدت الأشهر الماضية منعطفات مهمة في مجريات الحرب مع اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية وأمين عام حزب الله حسن نصرالله، بالإضافة الى الخسائر التي يتكبدها حزب الله في الجنوب والتوغل البري الإسرائيلي في لبنان، وهذا مؤشر على ان اسرائيل اتخذت القرار في تصفية كافة ميليشيات ايران في غزة ولبنان، ومع هذا يكون النفوذ الإيراني في المنطقة هو الورقة المحروقة في التسوية القادمة مما يرجح ان الرئيس الذي قد يكون من حظوظه كرسي بعبدا، هو من خارج محور الممانعة، لا بل قد يكون من معارضي الهيمنة الإيرانية على لبنان.

إنطلاقًا من هذا يعود خلط الأوراق في الملف الرئاسي اللبناني بحيث تنخفض أسهم مرشح الثنائي الشيعي “سليمان فرنجية”، لترتفع حظوظ أي مرشح من خارج فلك محور الممانعة.
من يرى الانتكاسة التي تتعرض لها الأذرع الإيران في المنطقة، “فحماس في غزة انتهت وحزب الله في لبنان ينكسر يومًا بعد يوم، ونظام الأسد في سوريا الذي اتخذ من الحرب موقفه اللافت “الحياد” لا بل يعمل على تطويق الحزب في سوريا أيضًأ، تحاشيًا من احتساب أي تسهيل للحزب في سوريا في خانة المساندة لغزة وإيران ضد إسرائيل”، يمكنه القول بكل واقعية بعد مجريات الاحداث هذه، ان الاتجاه في لبنان يسير نحو انتخاب رئيسٍ من الفريق الذي كان يعرف بـ 14 آذار لإعادة النهوض في المرحلة القادمة بعد الحرب كونها تتطلب رئيس غير معزول عن العالم الخارجي قادر على مواكبة مرحلة إعادة الاعمار بعد الحرب.

من هذا المنطلق، بروز أسماء من الفريق المعارض لحزب الله في الأيام القادمة، كرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل بين سلة الأسماء المطروحة الى الرئاسة، أمرٌ واقعي، وبات يظهر بشكل غير مباشر.

-نعيم القصيفي

– إعلان –
اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *