منذ ان أقحم حزب الله لبنان في حرب غزة، تعمل إسرائيل على استهداف قادة حزب الله بالإضافة الى ضرب مخازن الصواريخ والأسلحة التي عمل الحزب على تكديسها منذ حوالي الـ 20 عامًا والتي تقدر بمئات ألاف الصواريخ المتراوحة بين قصيرة المدى والمتوسط ومنها كمية كبيرة ايضًا من الصواريخ الباليستية، وبحسب ما تتداوله الصحف الإسرائيلية تفيد المعلومات ان إسرائيل قضت حتى الآن على حوالي ثلثيّ ترسانة حزب الله الصاروخية.
عانى لبنان واللبنانيين من ميلشيا حزب الله عشرات السنين، فكانت السبب في حرب تموز والعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 واليوم هي السبب في الحرب الدائرة في يومنا هذا والتي اطفأت شمعتها الأولى منذ أسبوع، وبالإضافة الى الحروب كان حزب الله في وقت السلم المعرقل الأول لمسار بناء الدولة، فشهد لبنان سلسلة اغتيالات طالت جميع المعارضين لسلاح حزب الله وشهدت بيروت اجتياحًا لميليشياته عرفت بأحداث 7 أيار 2008 واخرها كان غزو عين الرمانة في عام 2021، ناهيك عن البلطجة السياسية وعرقلة الحياة البرلمانية والحكومية اما لتوزير حلفاءه او انتخاب مرشحه للرئاسة، وقمع الثوار.
كل هذه المعاناة كان ظهرها مسنودًا على دعمٍ يفتقده أي طرف آخر لبناني وهو الميلشيا والسلاح. كانت أي مشاكسة سياسية لنهج حزب الله السياسي في لبنان كان يقابلها الحزب بالتهديد بالميليشيا وان كان الخصم عنيد كان يلجأ الى استعمال ميليشياته لتحقيق مبتغاه قاصيًا من يعارضه بالقتل.
الجميع يعلم ان هذه الترسانة الصاروخية كانت وجهتها لتحقيق اجندات ايران من لبنان على إسرائيل، وبضربها اليوم يكون الخطر الذي يهدد امن إسرائيل وسكان الشمال قد زال، لكن هل يكون زوال خطر حزب الله معها عن الداخل اللبناني أيضًا؟
سقطوا شهداء ثورة الأرز جميعهم بالعبوات الناسفة إلا الوزير بيار الجميّل رميًا بالرصاص، واجتيحت بيروت وعين الرمانة بالميليشيات المدججة الرشاشات والجعب الحربية والـ B7، مما يعني ان لتحقيق المكاسب في الداخل اللبناني حزب الله يتكل على ميليشياته لا على صواريخه.
لذلك ان خطر حزب الله ما زال حيًا من ناحية الميليشيات أي الافراد التي بحوزتها “الكلاشن والجعبة” والذين باتوا منتشرين في مناطق جبل لبنان والشمال مع أسلحتهم الفردية، وهنا لا أحد بإمكانه التكهن عن لحظة قرار حزب الله بالالتفاف نحو الداخل اللبناني لتعويض خسارته العسكرية في الجنوب بمكاسب سياسية في الدولة تحفظ له ماء الوجه امام بيئته. فالخطر موجود وعلينا اليقظة على مسار الاحداث التي تجري في لبنان والاستعداد الى أي محاولة انقلاب على الداخل.
في النهاية يبقى الرهان على الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية كبير جدًا في المرحلة القادمة، لإنقاذ لبنان من حرب أهلية تقضي على كاهل الكيان اللبناني.
-نعيم_القصيفي

